aiman ahlamontada.net

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



4 مشترك

    موسم الهجرة إلى الشمال

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:46 pm


    موسم الهجرة إلى الشمال

    تبدأ الرواية بعودة طالب سوداني (الراوي) من لندن بعد إكمال دراسته التي استغرقت سبع سنوات إلى بلدته الواقعة على ضفاف النيل فيستقبله أهله وأهل القرية الذي عرفهم والذي لم يعرفهم، وبينهم ((مصطفى سعيد)) ذلك الوجه الجميل لرجل لم يعرفه الراوي و عند السؤال عنه عرف الراوي انه رجل من الخرطوم جاء إلى القرية منذ خمس سنوات و اشترى أرضاً عمل بها ثم تزوج بإحدى بنات القرية و انجب منها طفلين , و اجمع أهل القرية على انه رجل صالح و طيب .. لكنه غامض في نفس الوقت..

    دعي الراوي ذات مساء إلى مجلس شراب في بيت صديقه منذ الطفولة ( محجوب )، وكان مصطفى سعيد حاضرا، وبعد أن شربا قليلاً، بدأ مصطفى سعيد وقد انتشى بطعم الخمر يهذي ويردد شعراً إنكليزياً بلهجة متقنة، وهو ذاك الذي لا يتكلم إلا إذا طلب منه،هذا الأمر استثار فضول و غضب الراوي الذي لم يظن أبدا سماع هكذا شعر في قرية كقريته، فصرخ به وأراد أن يعرف سر غموض ذلك الرجل، فوضع مصطفى سعيد الكأس وخرج ..
    دعاه مصطفى سعيد في اليوم التالي ليخبره بكل شيء .. قصته، حياته، ، رحلته باتجاه الشمال،مغامراته العاطفية الأقرب إلى المرض ، تسببه بانتحار ثلاث نساء انكليزيات , و قتل زوجته الانكليزية ايضاً ....السجن، الضياع ..

    فمصطفى سعيد هذا هو شخصية غريبة كان عبقرياً و ذو شخصية مستقلة و جامدة منذ صغره , اختصر سنواته الدراسية بسبب عبقريته اللا حدود لها مما مهد له ترك السودان و الرحيل شمالا باتجاه القاهرة , و هناك اكتشف عالماً آخر اوسع و اعمق , و من القاهرة كانت رحلته الاكثر اشتمالاً با تجاه عاصمة العلم و الاستعمار بآن واحد ... لندن
    يلمع نجمه في سماء لندن و يصبح أستاذاً محاضرا ًفي جامعاتها و هناك تحدث الأحداث الأكثر غرابة و التي هي لب الحكاية
    رجل أسمر يمتزج خط الإستواء في دمه باللبن العربي .. رجل جاء من حيث حيث الأساطير و مياه النيل و حكاياه الكثيرة
    هذا الرجل ( مصطفى سعيد) و بكل تلك المواصفات يجتذب نساء بريطانيا الباحثات عن المغامرة في رجل إفريقي استطاع بحكاياته عن الغابة و الحيوانات الإفريقية و بأسلوب اجتذب تلك النساء إلى ما سماه الجرثومة الممرضة و التي قصد فيها سحر الشرق
    أصبحت تلك النساء اللواتي تنشقن البخور و العطور العربية في غرفة نومه, أصبحن مريضات بهذا الرجل ذو السحر المميت.
    فكانت النتيجة انتحار ثلاث منهن , واحدة فقط تحدته لمدة ثلاث سنوات و هو يطاردها بكل جاذبيته و سحره , و حين ملت من مطاردته قررت الزواج به هذه المرأة ( جين مورس ) التي اشعلته و دمرته بآن واحد و حطمت الكثير من كبريائه و جربت معه لعبة الخيانة و التحدي فما كان منه إلا أن قتلها ...

    إنها حكاية مصطفى سعيد رجل أسطوري رواها للراوي و بعد مدة قصيرة و خلال فيضان نهر النيل ..... اختفى مصطفى سعيد و كأنه حلم كان .. ثم مضى تاركاً زوجة أعلنت الحداد كباقي اهالي القرية لاعتقادهم انه غرق خلال الفيضان و ولدين صغيرين و ترك رسالة يوصي بها الراوي بأن يكون ولي امر زوجته و ولديه و أن يرعاهما و يمنعهما من السفر إن هما فكرا بذلك حين يكبران ..
    يرحل الرواي إلى الخرطوم ليعاود عمله الذي كان قد بدأه هناك و للعيش مع زوجته و اولاده هناك تاركا تلك القرية التي يعود إليها بين الفينة و الأخرى لزيارة اهله و السؤال عن شؤون زوجة مصطفى سعيد و ولديه.
    زوجة مصطفى ( حسنة بنت محمود ) امراة شابة جميلة قررت عدم الزواج بعد مصطفى و لكن القرية لا تدعها و شأنها فهي محط طمع بعض الرجال الذين يبدلون نساؤهم كما يبدلون أي شيء في منزلهم و خاصة (ود الريس ) الرجل العجوز المزواج الذي رفضته حسنة و لكنه ( كرمز للذكورة الشرقية ) يأبى ان يتقبل فكرة ان ترفضة امرأة و خاصة امرأة أرملة كـ ( حسنة ) فيصر على الزواج بها و يحصل على موافقة والدها.
    حسنة الأرملة التي نجدها ترتاح للراوي تطلب من جده في غيابه ان يطلب منه أن يعقد قرانه عليها و لو شكلياً حتى تتخلص من فكرة الزواج من ( ود الريس ) و لكن الجد يرفض هذه الفكرة و يعتبرها وقاحة منها.
    كل هذه الاحداث تحدث و الرواي غائب في الخرطوم.
    و هنا تقع المأساة حيث يجبر والد حسنة ابنته بالزواج من ود الريس لكنها ترفضه كزوج و تمنعه من الاقتراب منها و لمسها , لكن ود الريس و بعد اسبوعين من الصبر يهاجمها بعنف و يغتصبها بوحشية , فتدافع بنت محمود عن نفسها , و تقتل زوجها العجوز , ثم تقتل نفسها بطريقة يصورها الكاتب بمأساوية رهيبة
    يعود الراوي على آثر هذه الحادثة إلى قريته ليحمل نفسه جزءاً كبيراً من المسؤولية في هذا الحادث الذي هز أركان القرية خاصة ان صديق طفولته ( محجوب ) كان قد طلب منه ان يتزوجها ( حسنة بنت محمود ) و لكن لم يأخذ الامر محمل الجد بل اعتبر طلبه نكتة ضحك لها.
    و ما يحدث أن الراوي يكتشف بعد موت حسنة انه احبها مما يزيد من شقائه بموتها.
    ينقلب الراوي على نفسه ... على قريته ... على مصطفى سعيد و ذكرياته. حتى انه يدخل غرفة مصطفى التي كانت بمثابة غرفة سرية له لا يدخلها غيره . وليكمل تجميع باقي خيوط قصته في انكلترا و رحلته نحو الشمال , و يقرر بداية الامر ان يحرق كل محتوياتها التي يشعر أن مصطفى قد أبقى مفتاح هذه الغرفة معه ليخرج منها صورة متكاملة تكون في صالحه . وانه يريد أن يكتشف كأثر تاريخي له قيمته.
    تنتهي الرواية في لحظة انعتاق من الذات يقوم بها الراوي في لحظة يندمج فيها كإنسان عارٍ مع نهر النيل الذي هو أصل الحكاية كلها.


    هذه و بإختصار أحداث هذه الرواية التي اعتبرها معجزة أدبية في الأدب العربي لا بل الأدب العالمي ككل و هي بالتاكيد رواية صالحة لكل زمان ومكان.

    الأجمل في الرواية هو اسلوب الطيب صالح، يأخذك بالزمن من مرحلة إلى أخرى بكل سهولة وإتقان، فتارةً تجد نفسك في القرية بكل تفاصيل الحياة القروية ، وتارة تجدك في إحدى أرقى الأماكن اللندنية مع مصطفى سعيد. يكتب الطيب صالح وكأنه يملك كرة سحرية تتحكم بالزمن. الحوارات بين الشخصيات دقيقة ومعبرة ولا تجد فيها تكلف، فأهل القرية كما يقول الطيب الصالح إذا غضب رجلا على الآخر يقول له :"يا بن الكلب"، وهكذا تجد الحوارات منطقية وواقعية.

    الرواية تقع في 171 صفحة من القطع المتوسط و هي من إصدارات دار العودة في بيروت , و رغم قلة عدد صفحاتها إلا انك تجد نفسك امام عالم مترام الأطراف لا يحده عدد صفحات ... و لا صحراء ...و لا أي شيء آخر

    أنصحكم بقراءة هذه الرواية و اختبار الجماليات الكثيرة بأدب العظيم " الطيب الصالح "
    و سأقوم تباعاً بإضافة مقاطع أعجبتني من الرواية للمساعدة في التعمق اكثر فيها

    تقبلوا تحياتي ....

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:49 pm


    هذا المقطع عن لسان الراوي عند عودته إلى قريته ….



    "…أسئلة كثيرة رددت عليها حسب علمي . دهشوا حين قلت لهم أن الأوربين , إذا استثنيا فوارق ضئيلة , مثلنا تماماً , يتزوجون و يربون أولادهم حسب التقاليد و الأصول ؟, و لهم أخلاق حسنة , و هم عموماً قوم طيبون .
    و سألني محجوب : " هل بينهم مزارعون ؟ "
    و قلت له : " نعم بينهم مزارعون و بينهم كل شيء . و منهم العامل و الطبيب و المزارع و المعلم مثلنا تماماً " .
    و آثرت ألا أقول بقية ما خطر على بالي : " مثلنا تماماً . يولدون و يموتون و في الرحلة من المهد إلى اللحد يحلمون أحلاماً بعضها يصدق و بعضها يخيب . يخافون من المجهول , و ينشدون الحب , و يبحثون عن الطمأنينة في الزواج و الولد . فيهم أقوياء و بينهم مستضعفون , بعضه أعطته الحياة اكثر مما يستحق , و بعضهم حرمته الحياة لكن الفروق تضيق و أغلب الضعفاء لم يعودوا ضعفاء "

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:50 pm


    مقطع يتحدث به مصطفى سعيد عن طفولته فيقول

    "....إلا أنني منذ صغري , كنت أحس بأنني ... أنني مختلف . أقصد أنني لست كبقية الأطفال في سني , لا أتأثر بشيء , لا ابكي إذا ضربت , لا أفرح إذا أثنى عليّ المدرس في الفصل , لا أتألم لما يتألم له الباقون. كنت مثل شيء مكور من المطاط , تلقيه في الماء فلا يبتل , ترميه على الأرض فيقفز....."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:52 pm


    أهلا حالم
    ها أنا أتابع مع تحفة الطيب صالح

    و يتحدث مصطفى سعيد عن رحلته باتجاه القاهرة فيقول :

    " ...جمعت متاعي في حقيبة صغيرة , و ركبت القطار . لم يلوح لي أحد بيده و لم تنهمر دموعي لفراق أحد .
    و ضرب القطار في الصحراء , ففكرت قليلا في البلد الذي خلفته ورائي , فكان مثل جبل ضربت خيمتي عنده , و في الصباح قلعت الأوتاد و أسرجت بعيري , و واصلت رحلتي . و فكرت في القاهرة و نحن في وادي حلفا , فتخيلها عقلي جبلا آخر , أكبر حجماً , سأبيت عنده ليلة أو ليلتين , ثم أواصل الرحلة إلى غاية أخرى ......."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:53 pm


    مقطع يصف به مصطفى سعيد إحدى عشيقاته الانكليزيات و هي آن همند... و فيه يدلنا على أهم مفاتيح هذه الرواية.

    " ..... كانت عكسي تحن إلى مناخات استوائية , و شموس قاسية ,و آفاق أرجوانية . كنت في عينيها رمزاً لكل هذا الحنين . و أنا من جنوب يحن إلى الشمال و الصقيع ....."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:54 pm


    و هذا المقطع من محاكمة مصطفى سعيد في لندن ..


    "....في قاعة المحكمة الكبرى في لندن, جلست أسابيع أستمع إلى المحامين يتحدثون عني , كأنهم يتحدثون عن شخص لا يهمني أمره. كان المدعي العمومي سير آرثر همنغر عقل مريع, علمني القانون في أكسفورد, و رأيته من قبل , في هذه المحكمة نفسها و في هذه القاعة , يعتصر المتهمبن في قفص الإتهام اعتصاراً. نادراً ما كان يفلت متهم من يده . و رأيت متهمين يبكون و يغمى عليهم , بعد أن يفرغ من استجوابهم . لكنه هذه المرة كان يصارع جثة.
    " هل تسببت في انتحار آن همند ؟"
    " لا أدري "
    " و شيلا غرينود "
    " لا أدري "
    " و إيزابيل سيمور ؟"
    " لا أدري "
    " هل قتلت جين مورس؟ "
    " نعم "
    " قتلتها عمداً "
    " نعـم"
    كانت صورته كأنما يصلني من عالم آخر . و مضى الرجل الوسيم يرسم صورة مريعة لرجل ذئب , تسبب في انتحار فتاتين , و قتل زوجته , رجل أناني , انصبت حياته كلها على طلب اللذة . و مرة خطر لي في غيبوبتي , و أنا جالس هناك أستمع إلى أستاذي , بروفيسور ماكسول فستر كين , يحاول أن يخلصني من المشنقة , أن أقف و أصرخ في المحكمة :
    " هذا المصطفى سعيد لا وجود له. إنه وهم , أكذوبة . و إنني أطلب منكم أن تحكموا بقتل الأكذوبة "

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:55 pm


    و يقول مصطفى سعيد ..... في مجال الحكمة

    "...نعم أنا أعلم أن الحكمة القريبة المنال , تخرج من أفواه البسطاء, هي كل أملنا في الخلاص . الشجرة تنمو ببساطة ,
    و جدّك عاش و سيموت ببساطة . ذلك هو السر . صدقت يا سيدتي , الشجاعة و التفاؤل . و لكن إلى أن يرث المستضعفون الأرض , و تسرّح الجيوش , و يرعى الحمل آمناً بجوار الذئب ,
    و يلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر , إلى أن يأتي زمان السعادة و الحب هذا , سأظل أنا اعبّر عن نفسي بهذه الطريقة الملتوية. و حين أصل لاهثاً إلى قمة الجبل , و أغرس البيرق, ثم ألتقط أنفاسي و استجم – تلك يا سيدتي نشوة أعظم عندي من الحب , و من السعادة . و لهذا , فأنا لا أنوي بك شراً , إلا بقدر ما يكون البحر شريراً , حين تتحطم السفن على صخوره ,
    و بقدر ما تكون الصاعقة شريرة حين تشق الشجرة نصفين ....."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:56 pm


    في هذا المقطع يتحدث مصطفى سعيد عن إحدى النساء الانكليزيات اللواتي انتحرن بسببه ..


    "....ثمة بركة ساكنة في اعماق كل امرأة . كنت اعرف كيف أحركها . و ذات يوم وجدوها ميتة انتحاراً بالغاز و وجدوا ورقة صغيرة باسمي ليس فيها سوى هذه العبارة : مستر سعيد . لعنة الله عليك ...."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:57 pm


    محامي مصطفى سعيد يتحدث عنه خلال محاكمته في لندن ...

    " .. مصطفى سعيد هذا يا حضرات المحلفين إنسان نبيل , استوعب عقله حضارة الغرب , لكنها حطمت قلبه . هاتان الفتاتان لم يقتلهما مصطفى سعيد و لكن قتلهما جرثوم عضال أصابهما منذ ألف عام ..."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:58 pm


    و يتحدث مصطفى سعيد عن زوجته التي قتلها ...

    "... كل شيء قبل لقائي إياها, كان إرهاصاً . وكل شيء فعلته بعد أن قتلتها كان اعتذاراً , لا لقتلها , بل لاكذوبة حياتي..."


    " ... لبثت أطاردها ثلاثة أعوام . وكل يوم يزداد القوس توتراً , قربى مملوءة هواء , و قوافلي ظمأى , و السراب يلمع أمامي في متاهة الشوق , و قد تحدد مرمى السهم , و لامفر من وقوع المأساة . و ذات يوم قالت لي : ( أنت ثور همجي لا يكل من الطراد . إنني تعبت من مطاردتك لي , و جريي امامك . تزوجني ). و تزوجتها . غرفة نومي صارت ساحة حرب . فراشي كان قطعة من الجحيم . امسكها فكأنني أمسك سحاباً , كأنني أضاجع شهاباً , كأنني أمتطي صهوة نشيد عسكري بروسي . و تفتأ تلك الابتسامة المريرة على فمها . أقضي الليل ساهراً , أخوض المعركة بالقوس و الرمح والنشاب , و في الصباح أرى الابتسامة ما فتئت على حالها , فأعلم انني خسرت الحرب مرة اخرى . كأنني شهريار رقيق , تشتريه في السوق بدينار, صادف شهرذاد متسولة في انقاض مدينة قتلها الطاعون ......"

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 8:59 pm


    يقول مصطفى سعيد :

    " ... لو أن كل إنسان عرف متى يمتنع عن اتخاذ الخطوة الأولى , لتغيرت أشياء كثيرة. هل الشمس شريرة حين تحيل قلوب ملايين البشر إلى صحارى تتعارك رمالها و يجف فيها حلق العندليب؟...."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:00 pm


    يتحدث الراوي في هذا المقطع عن إحساسه حين اختفى مصطفى سعيد فيقول :

    " ...أما أنا , فإنه يخامرني ذلك الإحساس الذي اعتراني ليلة سمعته , فجأة و على غير استعداد مني , يقرأ شعراً انكليزياً وهو ممسكاً كأس الخمر بيده , دافناً قامته في الكرسي , ممدداً رجليه, ضوء المصباح ينعكس على وجهه , و عيناه سارحتان كما خيّل لي في آفاق داخل نفسه . و الظلام حولنا في الخارج كأنه قوى شيطانية تتضافر على خنق ضوء المصباح . أحياناً تخطر لي فجأة تلك الفكرة المزعجة أن مصطفى سعيد لم يحدث إطلاقاً , و أنه فعلاً أكذوبة , أو طيف أو حلــم ,أو كابوس , ألمّ بأهل القرية تلك , ذات ليلة داكنة خانقة , و لمّا فتحوا أعينهم مع ضوء الشمس لم يروه ..."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:01 pm


    يقول الراوي :

    " ... الرجل الأبيض , لمجرد أنه حكمنا في حقبة من تاريخنا , سيظل أمداً طويلاً يحس نحونا بإحساس الاحتقار الذي يحسه القوي تجاه الضعيف. مصطفى سعيد قال لهم : إنني جئتكم غازياً. عبارة ميلودرامية و لا شك . لكم مجيئهم , هم أيضاً لم يكن مأساوياً كما نصور نحن , و لا نعمة كما يصورون هم . كان عملاً ميلودرامياً سيتحول مع مرور الزمن إلى خرافة عظمى........"

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:02 pm


    الراوي يصف نهر النيل الذي هو أهم بطل في هذه القصة فيقول:

    النهر الذي لولاه لم تكن بداية و لانهاية , يجري نحو الشمال , لا يلوي على شيء , قد يعترضه جبل فيتجه شرقاً, و قد تصادفه وهدة من الأرض فيتجه غرباً, و لكنه عاجلاً أم آجلاً يستقر في مسيره الحتمي ناحية البحر في الشمال.

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:04 pm


    يتحدث الراوي عن جدّه الذي هو رمز للشعب الصامد الأصيل :

    "... نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوربي , فلاحون فقراء , و لكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى , و كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه . إنه ليس شجرة سنديان شامخة وارفة الفروع في أرض منّت عليها الطبيعة بالماء و الخصب , و لكنه كشجيرات السيال في صحارى السودان , سميكة اللحى حادة الأشواك , تقهر الموت لأنها لا تسرف في الحياة . و هذا هو وجه العجب ....."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:05 pm

    إنه الاستعمار كما يراه مصطفى سعيد و هو السوداني الذي غزا الاستعمار نفسه عبر نساء و مجتمع بريطانيا.....

    "..البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز ,
    و سكك الحديد أنشئت أصلاً لنقل الجنود .و قد انشأوا المدارس ليعلمونا كيف نقول " نعم " بلغتهم , إنهم جلبوا إلينا جرثومة العنف الأوربي الأكبر الذي لم يشهد العالم مثيله من قبل في السوم و في فردان , جرثومة مرض فتّاك أصابهم منذ اكثر من ألف عام . نعم يا سادتي , إنني جئتكم غازياً في عقر داركم . قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ . أنا لست عطيلاً . عطيل كان أكذوبة......."
    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:07 pm


    الراوي يتحدث عن اهالي بلدته و يتحدث عن نفسه بخيبة أمل ....

    "....هؤلاء القوم لا يدهشهم شيء . حسبوا لكل شيء حسابه . لا يفرحون لمولد و لا يحزنون لموت . حين يضحكون يقولون : "استغفر الله " و حين يبكون يقولون : "استغفر الله " . لا يقولون : و أنا ماذا تعلمت ؟ تعلموا الصمت و الصبر من النهر الشجر . و أنا ماذا تعلمت ؟....."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:09 pm


    في هذا المقطع يصف الراوي ردة فعل ود الريس ( الرجل الشرقي المزواج ) عندما يعلم أن أرملة مصطفى سعيد ( حسنة بنت محمود ) قد رفضت الزواج منه...
    المقطع يصف لنا نظرة المجتمع الشرقي ( الذكوري ) للمرأة الأرملة الوحيدة

    "....لم اكن أحسب أن الخبر سيقع عليه كما وقع فعلاً . لكن ود الريس الذي يبدل النساء كما يبدل الحمير , يجلس أمامي الآن . وجهه مربد و جفناه يرتعشان , و قد عض على شفته السفلى حتى كاد يقطعها . أخذ يتململ في مقعده و ينقر الأرض في عصبية بالغة بعصاه . خلع حذاءه من رجله اليمنى و لبسه عدة مرات , و كان يتأهب للقيام ثم يجلس , و يفتح فمه كأنه يريد أن يتكلم ثم يسكت . يا للعجب هل معقول أن ود الريس عاشق ؟ و قلت له : لن تعدم امرأة غيرها تتزوجها.

    قال و عيناه الذكيتان لم تعودا ذكيتين , أصبحتا كرتين من الزجاج قد استقرتا على حالة واحدة جامدة : لن أتزوج غيرها . ستقبلني و انفها صاغر . هل تظن أنها ملكة أو أميرة ؟ الأرامل في هذا البلد أكثر من جوع البطن . تحمد الله أنها وجدت زوجاً مثلي ...."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:11 pm


    بنت مجذوب ( إحدى نساء القرية ) تتحدث عن قتل حسنة بنت محمود لـ ود الريس ثم انتحارها فتقول :

    " ....وجدناهما في غرفة ود الريس القصيرة المطلة على الشارع . كان المصباح موقداً . ود الريس عارياً كما ولدته أمه . و بنت محمود ثوبها ممزق و سروالها . هي الأخرى عارية . كان البرش الأحمر يعوم في الدم . رفعت المصباح . وجدت بنت محمود معضوضة و مخدشة في كل شبر من جسمها . بطنها . أوراكها . رقبتها . عض حلمة نهدها حتى قطعها . الدم يسيل من شفتها السفلى . لا حول و لا قوة إلا بالله . ود الريس مطعون أكثر من عشرة طعنات . طعنته في بطنه و في صدره و في محسنه ...."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:12 pm

    يقول مصطفى سعيد

    " .. من ولّد الخير ولد له فراخاً تطير بالسرور . و من ولّد الشر أنبتت له شجراً أشواكه الحسرة و ثمره الندم . فرحم الله امرءاً أغضى عن الأخطاء و استمتع بالظاهر ...."
    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:13 pm


    مصطفى سعيد يتحدث عن نفسه بعد قتله لزوجته الانكليزية جين مورس....

    " ... و قد كان حتماً أن يصطدم طالعي بطالعها و أن أقضي في السجن أعواما ًو أضرب في الأرض أعواماً, أطارد خيالها و يطاردني . و ذلك هو الإحساس بأنني في لحظة خارج حدود الزمن قد ضاجعت آلهة الموت و أطللت من كوة عينيها على الجحيم . إنه شعور لا يمكن لإنسان أن يتصوره . و قد ظل مذاق تلك الليلة في فمي يمنعني من أي مذاق سواه ...."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:15 pm


    الراوي الغاضب و النادم بعد موت حسنة بنت محمود يواجه باب الغرفة التي تضم أشياء و ذكريات مصطفى سعيد الذي أضحى غريماً له ......


    العالم فجأةً انقلب رأساً على عقب . الحب ؟ الحب لا يفعل هذا . إنه الحقد . أنا حاقد و طالب ثأر و غريمي في الداخل و لابد من مواجهته . ومع ذلك ما تزال في عقلي يقية تدرك سخرية الموقف . إنني أبتدئ من حيث انتهى مصطفى سعيد , إلا أنه على الأقل قد اختار و أنا لم أختار شيئاً . قرص الشمس ظل ساكناً فوق الأفق الغربي زمناً ثم اختفى على عجل . و جيوش الظلام المعسكرة أبداً غير بعيدة وثبت في لحظة و احتلت الدنيا . لو أنني قلت لها الحقيقة لعلها لم تكن تفعل ما فعلت . خسرت الحرب لأنني لم أعلم و لم أختر . و وقفت زمنا طويلاً أمام باب الحديد . أنا الآن وحدي , لا مهرب لا ملاذ , لا ضمان . عالمي كان عريضا في الخارج , الآن قد تقلص و ارتد على أعقابه حتى صرت العالم أنا و لا أحد غيري .
    أين الجذور الضاربة في القدم ؟ أين ذكريات الموت و الحياة ؟ ماذا حدث للقافلة و القبيلة ؟ أين راحت زغاريد عشرات الأعراس و فيضانات النيل و هبوب الريح صيفا ً و شتاءً من الشمال إلى الجنوب ؟ الحب ؟ الحب لا يفعل هذا . إنه الحقد . ها أنذا أقف الآن في دار مصطفى سعيد أمام " باب الحديد ", باب الغرفة المستطيلة المثلثة السقف الخضراء النوافذ . المفتاح في جيبي و غريمي في الداخل على وجهه سعادة شيطانية لا شك ؟ أنا الوصي و العاشق و الغريم...."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:16 pm


    مصطفى سعيد و ليلة قتلة لزوجته جين مورس التي أرادت الانتحار قتلاً على يديه..
    لحظات من الجنون و الحب و الحقد اجتمعت معاً في هذا المقطع ......

    "...ها هي ذي سفينتي يا حبيبتي تبحر نحو شواطئ الهلاك . ملت عليها و قبلتها . وضعت حد الخنجر بين نهديها , و شبكت هي رجليها حول ظهري . ضغطت ببطء .. ببطء . فتحت عينيها . أي نشوة في هذه العيون . و بدت لي أجمل من كل شيء في الوجود . قالت بألم : يا حبيبي . ظننت أنك لن تفعل هذا أبداً . كدت أيأس منك . و ضغطت الخنجر بصدري حتى غاب كله في صدرها بين النهدين . و احسست بدمها الحار يتفجر من صدرها . و أخذت أدعك صدرها بصدري و هي تصرخ متوسلة : تعال معي . تعال . لا تدعني أذهب وحدي .
    و قالت لي : أحبك – صدقتها . و قلت لها : أحبك و كنت صادقاً . و نحن شعلة من اللهب , حواف الفراش السنة من نيران الجحيم و رائحة الدخان أشمه بأنفي و هي تقول لي : أحبك يا حبيبي , و أنا أقول لها أحبك يا حبيبتي . و الكون بماضيه و حاضره و مستقبله اجتمع في نقطة واحدة ليس قبلها و لا بعدها شيء.."

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:17 pm


    الراوي الحاقد المشتت الأفكار يعانق نهر النيل ,و كأنه يتوحد معه في لحظة خارجة عن المنطق و لكن النهر يسحبه من دون أن يقاومه الراوي الهارب من صدمة الحياة .... لكن يصحو من أفكاره تلك في هذا المقطع الذي يضم آخر أسطر رواية ( موسم الهجرة إلى الشمال )

    " ...... و قد كانت تلك لحظة اليقظة من الكابوس , استقرت السماء و استقر الشاطئ و سمعت طقطقة مكنة الماء , و احسست ببرودة الماء في جسمي. و كان ذهني قد صفا حينئذ , و تحددت علاقتي بالنهر إنني طاف فوق الماء و لكنني لست جزءاً منه فكرت أنني إذا مت في تلك اللحظة فأنني أكون قد مت كما ولدت , دون إرادتي . طول حياتي لم أختر و لم أقرر , إنني أقرر الآن أختار الحياة . سأحيا لأن ثمة أناس قليلين أحب أن أبقى معهم أطول وقت ممكن و لأن عليّ واجبات يجب أن أؤديها .
    لا يعنيني إن كان للحياة معنى أو لم يكن لها معنى . و إذا كنت لا أستطيع أن أغفر فسأحاول أن أنسى . سأحيا بالقوة و المكر .
    حركت قدمي و ذراعي بصعوبة و عنف حتى صارت قامتي كلها فوق الماء . و بكل ما بقيت لي من طاقة صرخت , و كأنني ممثل هزلي يصيح في مسرح : " النجدة ... النجدة "

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 920
    العمر : 50
    المزاج : مبسوط
    المزاج : موسم الهجرة إلى الشمال Love
    الهوايات : موسم الهجرة إلى الشمال Sports10
    المدير : موسم الهجرة إلى الشمال 970
    تاريخ التسجيل : 18/08/2008

    موسم الهجرة إلى الشمال Empty رد: موسم الهجرة إلى الشمال

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2009 9:18 pm


    بذلك يا اخوتي أكون قد أضفت آخر مقطع لفت نظري من رواية المبدع " الطيب صالح " موسم الهجرة إلى الشمال

    أتمنى أن اكون قد أبليت بلاء حسنا في التعريف عن هذا العمل الابداعي الكبير
    سأحاول ان أضيف معلومات عن الكاتب و لقاءات معه حتى نتعرف على عوالم هذا المبدع الكبير


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:56 pm