الطيب صالح وموسم الهجرة الى الوطن
توفي في لندن الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما.
وقد غادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حيث شغل منصب مدير قسم الدراما.
وقال حسام السكري رئيس شبكة بي بي سي العربية إن "رحيل الطيب صالح عن عالمنا خسارة كبيرة للعالم العربي،.. كان الطيب صالح صرحا شامخا في تاريخ الأدب كما كان انضمامه إلى بي بي سي وعمله في القسم العربي علامة فارقة في تاريخ هذه المؤسسة. وتلاميذه هنا سيفتقدونه كما سيفتقده كل قرائه ومحبيه".
ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها.
عمل ايضا في وزارة الاعلام القطرية في الدوحة ثم تولى منصبا في مقر اليونيسكو في باريس.
تبوأ الطيب صالح مركزا مهما في خريطة الرواية العربية، خاصة بعد نشر روايته"موسم الهجرة الى الشمال" في بيروت عام 1966 التي ساهم الناقد الراحل رجاء النقاش في تعريف القارئ العربي بها، لتصبح فيما بعد إحدى المعالم المهمة للرواية العربية المعاصرة.
وتعد"موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.
وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي.
وصنفت الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في القرن العشرين، ونالت العديد من الجوائز.
ومن رواياته التي اكتسبت شهرة "عرس الزين" التي تنقل الى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.
كما كتب أيضا روايات "مريود" و " "ضو البيت" و " دومة ود حامد".
وقد دعت بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية السودانية مؤخرا الى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للآداب.