حوار مع موج البحر للبحث عن دفتر غريب
ذهبت يوم أمس إلى البحر,
وكنت قد قررت
في قراره نفسي أن أقف بعيدة عنه,
أتأمله,
أستمتع بصوت موجاته الخفيفة
وهي تلاحق بعضها,
أشاهد تعانق أشعة الشمس
مع سطحه ساعة الغروب--
,أفضي له بأحزاني
وأشجاني
ليطويها في أعماقه,
لكن وبينما أنا أقف
على رماله الخرساء المملة,
إذا بصوت يكلمني,
محاولاً مصادقتي--,
يريد أن يعرف لماذا أهابه---؟
!, إنه البحر---!!
فبادرني سائلاً:
لماذا تنظرين إليّ
بهذه النظرة الخائفة العاشقة؟!
فقلت له:
لأنني أعشقك فعلا--!!
فال:
وهل يخاف الإنسان من يعشقه---؟!
فقلت:
إذا كان لايفهمه--!!
فقال:
وهل أنا غامض إلى هذا الحد--؟!
فأجبته: جداً---!!
فتساءل مستغرباً:
مادمتي تريني بهذه الصورة
فما الذي عشقتيه بي--!
فأجبته:
قد يكون غموضك هذا---!!
فقال باسماً:
أوقعتني في الحيرة ياسيدتي,
فتارة تخافين مني لغموضي,
وتارة تعشقيني لغموضي--,
فما أنتي بالضبط---!؟
فقلت:
لاتسخر مني ياسيدي
, فأنا لست بمتناقضةi
كما فهمت بل, أنا أعشق
كل ماهو خارج المألوف,
وغموضك هذا
لم يكتشف أحد كنهه بعد,
حتى أولئك الذين دخلوا إلى أعماق أعماقك,
فأنت أحياناً عطوف رحيم,
وأحياناً قاس ظالم,
لذا لم نعد نعرف نحن بني البشر
أن نحدد الصورة الحقيقية لشخصك---!!
فأستطرد قائلاً:
هاأنتي قد قلتها بنفسك,
هناك الكثير ممن دخلوا إلى أعماقي
ولم يخافوني على الرغم من غموضي
هذا الذي تتحدثين عنه--
فقطعت كلامه قائله:
نعم,لكنّ كثيراً منهم لم يخرجوا
وإبتلعتهم أنت,
وصاروا طعاماً لأسماكك---!!
فتساءل ساخراً:
وفيم العجب!,
ألم تكن أسماكي
ولم تزل طعاماً لكم جنس البشر---!!
فأجبته: نعم,
لكن هذه سنة الله في الأرض--,
فما الذي يضايقك أنت---!!
فقال: لست متضايقاً,
لكن, سنة الله أيضاً
هي التي قضت بأن تطوي أمواجي هؤلاء
الذين لم يخرجوا مرة أخرى --,
أليس كذلك---!!
فأجبته:
نعم,
لكن لاادري لماذا لاأستطيع أن آمن لك---!؟
فقال:
لأنك لم تحاولي أبداً تفسير أي شيء قد يواجهك--
,ثم هل تسمحين لي بأن أغوص أنا بأعماقك---؟!
فقلت له: تفضل0
فسألني: ماسرّ هذا الحزن الدائم في عينيك---!؟
فأجبته: لاادري!؟
فقال لي: بل تدرين,
لكن, أسمحي لي
مرة أخرى أن أكون ذاتك التي تحدثك
دون أن يسمعها أحد--,_
وتابع دون أن يأخذ الإذن بذلك_,
أنتي تنظرين إلى البشر
وتتعاملين معهم كالبحر تماماً,
أحياناً بحذر شديد
عندما يجب أن تكوني طبيعيه--,
وأحياناً بلهفة شديدة عندما يجب أن تكوني حذره,
وهذا كله يجعلك في عيون الناس
إنسانه غير طبيعيه,
ويجعلكي تعتبرين أبناء البشر كلهم أعداء,
ويؤدي بك بالنهاية لأن تكوني إنسانه منطوية,
تعيش في وحدة دائمة,
ويجعلك دوماً قلقه,
خائفi, تعيسةii---,لأنكي---
فقاطعته حانقة:
كفى!, من أنت حتى تحدثني بهذه الطريقة,
وعموماً
أنا راضية عن نفسي هكذا---0
فقال متأسفاً:
لم أكن أقصد إغضابك
وكل مافعلته هو أنني
حاولت أن أكشف لك نفسك لكي تحذريه--
,عموماً, أريد أن أطلب منك طلباً---؟!
فقلت: ماذا تريد بعد--؟؟
فقال:
أريدمنكي أن تحاولي الدخول عليّ,
دونما خوف أو حذر,
وتجعلي مياهي تعانقك لتشعري كم هي دافئة حانية---؟!
--,فشعرت وكأنه يتحداني,
ويحاول أن يمسّ مواطن الضعف في نفسي
ودون أن أفكر قلت له: موافقة---!!
ودخلت--,
وظللت أسير حتى غمرت مياهه معظم أنحاء
جسدي, وشعرت فعلاً بدفء
مياهه,
وبحنوّ موجاته المتلاحقة بدلال--
,وظللت أسير
إلى الداخل أكثر فأكثر--,
وكأنما هذا التحدي أكسبني قوة عظيمة,
وكبر هذا التحدي في داخلي,
وقررت التمدد على سطحه,
لأرى إن كان البحر سيحملني أم سيخذلني--,
وبالفعل استلقيت في مياهه,
فرفعني بكل
رفق وحنان--,
وكان البحر الصديق الوفي الذي لم يخذلني---0
وحانت ساعة الغروب--,
التي لم أكن أتوقع في يوم ما
أن أشاهدها وأنا في أحضان البحر---
,وياله من منظر!,
لم أر في حياتي كلها أروع من هذه الصورة
التي أبدعها الخلاّق سبحانه--,
حيث اجتمعت أشعة الشمس
المائلة للاحمرار
مع صوت موجات البحر اللذيذة,
ليكوّنا أروع سيمفونية
جمال وعشق رأيتها في حياتي---!!
وبعد أن نسخت في ذاكرتي هذه اللوحة البديعة,
قفلت عائده إلى الشاطئ
يحملني البحر بكل حب وعطف---0
وماإن وصلت الشاطئ,
حيث الرمال البلهاء
التي تنقلها مياه البحر حيث تشاء-
-,شعرت ببرودة شديدة تسري في أوصالي--,
فسمعت صوت البحر ثانية متسائلاً:
هل مللتي مني بهذه السرعة؟!
فأجبته شاكرة عطفه:
لا ياسيدي, لكن, حان وقت العودة0
فقال: وما بكي ترتجفين---؟!
فقلت: لاادري, لكن,
بمجرد تركي لمياهك شعرت بتلك البرودة---!
فقال كمن يشعر بالنصر:
ألم أقل لكي بأنك ستجدين ماتحتاجينه
من دفء وحنان واطمئنان لديّ---,
فعودي إليّ---!!
فنظرت إليه باسمه:
في مرة قادمة ياصديقي العزيز
ذهبت يوم أمس إلى البحر,
وكنت قد قررت
في قراره نفسي أن أقف بعيدة عنه,
أتأمله,
أستمتع بصوت موجاته الخفيفة
وهي تلاحق بعضها,
أشاهد تعانق أشعة الشمس
مع سطحه ساعة الغروب--
,أفضي له بأحزاني
وأشجاني
ليطويها في أعماقه,
لكن وبينما أنا أقف
على رماله الخرساء المملة,
إذا بصوت يكلمني,
محاولاً مصادقتي--,
يريد أن يعرف لماذا أهابه---؟
!, إنه البحر---!!
فبادرني سائلاً:
لماذا تنظرين إليّ
بهذه النظرة الخائفة العاشقة؟!
فقلت له:
لأنني أعشقك فعلا--!!
فال:
وهل يخاف الإنسان من يعشقه---؟!
فقلت:
إذا كان لايفهمه--!!
فقال:
وهل أنا غامض إلى هذا الحد--؟!
فأجبته: جداً---!!
فتساءل مستغرباً:
مادمتي تريني بهذه الصورة
فما الذي عشقتيه بي--!
فأجبته:
قد يكون غموضك هذا---!!
فقال باسماً:
أوقعتني في الحيرة ياسيدتي,
فتارة تخافين مني لغموضي,
وتارة تعشقيني لغموضي--,
فما أنتي بالضبط---!؟
فقلت:
لاتسخر مني ياسيدي
, فأنا لست بمتناقضةi
كما فهمت بل, أنا أعشق
كل ماهو خارج المألوف,
وغموضك هذا
لم يكتشف أحد كنهه بعد,
حتى أولئك الذين دخلوا إلى أعماق أعماقك,
فأنت أحياناً عطوف رحيم,
وأحياناً قاس ظالم,
لذا لم نعد نعرف نحن بني البشر
أن نحدد الصورة الحقيقية لشخصك---!!
فأستطرد قائلاً:
هاأنتي قد قلتها بنفسك,
هناك الكثير ممن دخلوا إلى أعماقي
ولم يخافوني على الرغم من غموضي
هذا الذي تتحدثين عنه--
فقطعت كلامه قائله:
نعم,لكنّ كثيراً منهم لم يخرجوا
وإبتلعتهم أنت,
وصاروا طعاماً لأسماكك---!!
فتساءل ساخراً:
وفيم العجب!,
ألم تكن أسماكي
ولم تزل طعاماً لكم جنس البشر---!!
فأجبته: نعم,
لكن هذه سنة الله في الأرض--,
فما الذي يضايقك أنت---!!
فقال: لست متضايقاً,
لكن, سنة الله أيضاً
هي التي قضت بأن تطوي أمواجي هؤلاء
الذين لم يخرجوا مرة أخرى --,
أليس كذلك---!!
فأجبته:
نعم,
لكن لاادري لماذا لاأستطيع أن آمن لك---!؟
فقال:
لأنك لم تحاولي أبداً تفسير أي شيء قد يواجهك--
,ثم هل تسمحين لي بأن أغوص أنا بأعماقك---؟!
فقلت له: تفضل0
فسألني: ماسرّ هذا الحزن الدائم في عينيك---!؟
فأجبته: لاادري!؟
فقال لي: بل تدرين,
لكن, أسمحي لي
مرة أخرى أن أكون ذاتك التي تحدثك
دون أن يسمعها أحد--,_
وتابع دون أن يأخذ الإذن بذلك_,
أنتي تنظرين إلى البشر
وتتعاملين معهم كالبحر تماماً,
أحياناً بحذر شديد
عندما يجب أن تكوني طبيعيه--,
وأحياناً بلهفة شديدة عندما يجب أن تكوني حذره,
وهذا كله يجعلك في عيون الناس
إنسانه غير طبيعيه,
ويجعلكي تعتبرين أبناء البشر كلهم أعداء,
ويؤدي بك بالنهاية لأن تكوني إنسانه منطوية,
تعيش في وحدة دائمة,
ويجعلك دوماً قلقه,
خائفi, تعيسةii---,لأنكي---
فقاطعته حانقة:
كفى!, من أنت حتى تحدثني بهذه الطريقة,
وعموماً
أنا راضية عن نفسي هكذا---0
فقال متأسفاً:
لم أكن أقصد إغضابك
وكل مافعلته هو أنني
حاولت أن أكشف لك نفسك لكي تحذريه--
,عموماً, أريد أن أطلب منك طلباً---؟!
فقلت: ماذا تريد بعد--؟؟
فقال:
أريدمنكي أن تحاولي الدخول عليّ,
دونما خوف أو حذر,
وتجعلي مياهي تعانقك لتشعري كم هي دافئة حانية---؟!
--,فشعرت وكأنه يتحداني,
ويحاول أن يمسّ مواطن الضعف في نفسي
ودون أن أفكر قلت له: موافقة---!!
ودخلت--,
وظللت أسير حتى غمرت مياهه معظم أنحاء
جسدي, وشعرت فعلاً بدفء
مياهه,
وبحنوّ موجاته المتلاحقة بدلال--
,وظللت أسير
إلى الداخل أكثر فأكثر--,
وكأنما هذا التحدي أكسبني قوة عظيمة,
وكبر هذا التحدي في داخلي,
وقررت التمدد على سطحه,
لأرى إن كان البحر سيحملني أم سيخذلني--,
وبالفعل استلقيت في مياهه,
فرفعني بكل
رفق وحنان--,
وكان البحر الصديق الوفي الذي لم يخذلني---0
وحانت ساعة الغروب--,
التي لم أكن أتوقع في يوم ما
أن أشاهدها وأنا في أحضان البحر---
,وياله من منظر!,
لم أر في حياتي كلها أروع من هذه الصورة
التي أبدعها الخلاّق سبحانه--,
حيث اجتمعت أشعة الشمس
المائلة للاحمرار
مع صوت موجات البحر اللذيذة,
ليكوّنا أروع سيمفونية
جمال وعشق رأيتها في حياتي---!!
وبعد أن نسخت في ذاكرتي هذه اللوحة البديعة,
قفلت عائده إلى الشاطئ
يحملني البحر بكل حب وعطف---0
وماإن وصلت الشاطئ,
حيث الرمال البلهاء
التي تنقلها مياه البحر حيث تشاء-
-,شعرت ببرودة شديدة تسري في أوصالي--,
فسمعت صوت البحر ثانية متسائلاً:
هل مللتي مني بهذه السرعة؟!
فأجبته شاكرة عطفه:
لا ياسيدي, لكن, حان وقت العودة0
فقال: وما بكي ترتجفين---؟!
فقلت: لاادري, لكن,
بمجرد تركي لمياهك شعرت بتلك البرودة---!
فقال كمن يشعر بالنصر:
ألم أقل لكي بأنك ستجدين ماتحتاجينه
من دفء وحنان واطمئنان لديّ---,
فعودي إليّ---!!
فنظرت إليه باسمه:
في مرة قادمة ياصديقي العزيز