تتفتت السنابل في يدي
غبارا..
وسرابا سحيقا
تتبعثر..
كأشلاء جنين مجهوض
تأخذ من الحياة شكل الغربة
ومن السراب شكل الغموض
تتفتت السنابل في يدي..
كأمنية ميتة..
أو كقطرة ماء ابتلعتها الصحراء
تلك السنبلات القليلة
على راحتي اغتصِبتْ
بأمسٍ
بغدٍ
بمجهول اعترف بالجريمة
وبُعثِرت..
في حلمٍ ميتٍ
في صناديقي القديمة
آه يا حبيبي
لو تدري ما كان للسنبلات
من أماني
وأغاني
وورود حمراء وصفراء
لو تدري
ما كان آخر ما نطقتُه الكلمات
لتقمصت شخصية العوسج
وزرعت جذورك في الطرقات
أو لسكنت صنوبرة مهجورة
وجعلت أشواكها تقتحم المسامات
لانتحرتَ يا حبيبي..
لانتحرتَ ندماً..
وندماً
وندم..
آه لو فهمتَ سر الحكايا
وجنون الكلمات
ما بُنيت بيننا أسوار
وما بعدت المسافات
..
لم تكن كلماتي شعرا
ولم تكن كالكلمات
فاعترف بأن عقلك لم يستوعب
وفكرك لم يتخيل
ما نبضت به الأبيات
آه يا حبيبي..
لو فتحت الجماجم
والتقطت أسرارها
وبحثت عن معانيها في المعاجم
لن تفهم شيئا
صعب أن تقرأ ما تحويه من أفكار
..وأسرار
البعد سيلٌ..
سيلٌ يا حبيبي لا تتحمله البحار والأنهار
قتل سنبلاتي
ونسب الجريمة للمجهول..
وأصر على الانكار!!