على قارعة الذكريات
وها أنا من جديد أجري عكس الرياح
كطائر فقد السيطرة على جناحين
يحلق..ويكاد يرتطم بجذوع النخيل
أركض وأركض..
للوصول اليك
هناك في الحي القديم
على رصيف الذكريات يجلس عقلي
ليستريح من رتابة أيامي
لم أكن بمفردي
بل كانت معي الأيام الماضية
والسنوات
كنت أنت كعادتك..
الزهرة المتفتحة نورا
أمسكها بيدي
وأحكم قبضتي عليها جيدا
وأخشى عليها من المارين
من دخان السيارات
ومن غبار الشارع
وحتى من الفراشات
آه أيتها الذكريات
اسكنيني أكثر وأكثر
وخذيني اليكِ ولا تعيديني
خذيني اليه
لأجده أمامي
وألمح شفاهه تتحرك ناطقة
فينعم مسمعي بشذاها
هناك على قارعة الذكريات
أجلس يا أخي أغلب اللحظات
أراك نورا
أراك شمسا
وأراك بسمة ودمعا
أواه يا وحدتي
بين الصور
وأوراق ذكرياتك وذكرياتي
تلك الصور الحزينة
وتلك القصائد الثكلى
والجدران الوحيدة
تشتاق للمسة من أناملك البيضاء
لرنين صوتك
ونظرة من عينيك الحزينتين
وأنا..
سجنتني الذكرى
في صندوق قديم
بين ضحكات الماضي
ودمعات الفرح الميت
وأحلام أجهضتها الأيام
سجنتني الذكرى
بين طيات دفترك
أعيش دور الحروف
رافضة الخروج منه
رافضة العيش بمفردي
لكني بمفردي
أواه يا أخي
يا توأم الروح
نسيني الفرح
وارتسمت على وجهي وحشة الفراق
والذكرى
سكنتني
وأطفأت بداخلي شمس النهار
وذاك الحلم المشرق
الذي كان..
والذي بنيناه سويا..
تحطم وانهار
وبستان حياتي بعدك
غادرته الأزهار
وحيدة بعدك أيها الغالي
وأيامي الحزينة تمل التكرار
قاسية هي الحياة عليّ
وقاسية هي الأقدار