قلوب مصلوبة
إهداء :
إلى أصحاب القلوب المصلوبةُ منذُ زمن !!!
.
.
من زمنٍ بعيد وأنا مقتنعٌ بأن حياتي تحتاج إلى الإصلاح !
وكذلك قلبي المصلوب منذ زمن !
ببراءة الأطفال وكل صباح أتلصص على نفسي لأرى حياتي كيف تبدو من دوني ؟!!
وأحياناً أكون كمن فقد حياته وقلبه في العاصفة ثم عاد من دونهما !
وعندما أُخبِر الناس من حولي بأني أعيش بلا قلبٍ وبلا حياة !
يبتسمون ويرددون .. إذن أنت ميت !!
كثيراً ما أتمنى لو أني لم أقرأ للشاعرة " روضة الحاج " !
وكم تمنيت لو أني لم أسمع بها حتى !
ألعنُ ذائقتي كثيراً !
إلا أنني كل مرةٍ أعود للقراءة لها حتى كِدتُ أحفظُ كُل قصائدها !!
لا أعلم !
لكني أشعر أن هنالك رابطٌ يربطني بـشعر " روضة " !
شعرها حزين .. بائس .. وله غصةٌ في القلب !
كم حاولت أن أقول لها : كلامُك يا روضة آلمني وأحزنني .. ولكنها بالتأكيد لا تسمعني ..!!
دائماً ما أتذكر قولها :
اليوم جئتُ لأعترف
وأنا أُجرجِرُ هيكلاً متعثراً
نخِراً ... تلِف
أقتادُ روحاً ..
هدها الترحال صوب رُباك
أرهقها التوغل والأسف !!
وأقول جئتُ لأعترف
يا أيها الرْهق المسافر في دماي
ويا نزيف الجرح قف ..!
اليوم جِئتُك يا فؤادي أعترف .!
أنا من سقتك الحزنُ ألواناً !
وقالت : لا تــخــف
حبست دموعك يوم غار النصل
أو غل ...
غصت العبرات
جف الحلق جف !
كلما تذكرت قولها هذا أشعر بموجة حزنٍ تجتاح قلبي .. تعصف به .. تقتلعه !
تحمل قلبي إلى بلادٍ بعيدة !
بلادٍ لا أعرفها ! .. وكل ما أعرفه أنني ولدت لأكون هناك .. بلا قلبٍ و بلا حياة .. أحمِلُ قصتي فوق رأسي ! وتأبى الطيور أن تأكل منها خوفاً أن تكون مفتاحاً لمُدُنِ الحُزن !
وأقول للناس أنني كذلك منذ زمن .. فيرددون نفس العبارة : أنت ميتٌ إذن !
يتفرقون من حولي وهم يتمتمون بكلامٍ لا أفهمه .. لا أسمعه !!
أشعر أن "روضة " تفهمني جيداً منذ زمن .. فكلما تذكرت قولها :
اليوم أوقنُ أنني لن أحتمل !
اليوم أوقنُ أن هذا القلب مثقوبٌ ومجروحٌ ومهزوم
وأن الصبر كل !
وتحول لجة حزني المقهور ... تكشف سوقها كل الجراح وتستهل !
هذا أوان البوح يا كل الجراح تبرجي
ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل ؟!!
زمناً تجنبتُ التقاءك خيفةً .. فأتيت في زمن الوجل !!
خبأتُ نبض القلب
كم قاومتُ !
كم كابرتُ !
كم قررتُ !
ثم نكصتُ عن عهدي .. أجل !
ومنعتُ وجهك في ربوع مدينتي .. علقتهُ
وكنتَ محظوراً على كل المشارِف .. والموانىء .. والمطارات البعيدة كلها
لكنه رُغماً أطل !!
أشعر أنه لا كلام بعد هذا .. فأغلق حديثي عن حياتي وأكف عن الثرثرة !
في أحيانٍ كثيرة أشعر أن حياتي تسير في طريقٍ واحدٍ .. تسير ببطء
لا أدري إلى أين ستؤول .!!
يتلبسني هذا الشعور كثيراً في هدأة الليل وآخره !
كل ما أفعله هو أني أُدخِلُ يدي في صدري وأُخرِجُ شرياناً من قلبي
ثم أُمدِدهُ أمامي كجريحٍ لم تفته المعركة !!
أحاول أن أصنع منه أشياءً كثيرة !
لكنني أتوقف حينما أشعر أن حياتي تشبه هذا الشريان تماماً !
هذا الممدد أمامي الذي يجب على أحدهم أن يصلحه !!
أعود لــ " روضة " علّها تخفف عني قليلاً !!!!!
أنا لستُ عاتبةٌ عليكَ
لكن على الزمن الرديّ
أنا لستُ غاضبةٌ عليكَ
غضبى على قلبٍ نديّ
أنا لستُ نادمةٌ على شيءٍ مضى
ندمي على ما قد يجي ..!!
خوفي إذا سأل القصيد ؟
خوفي إذا هاج التذكرُ في حشى القلب العميد .!
خوفي إذا ما أُجفِلت
خيلُ اشتياقي من جديد
كم كنتُ أرجوك الملاذ
بعتمةِ المطرِ العنيف
كم أُرهِقت خيلُ القصيدة ترحُلاً
لك في القفارِ .. النار.. والقفرُ المخيف !!
شكراً خنساء هذا الزمان !
شكراً على كل حرفٍ أدمى قلبي !
شكراً لمن جرحكِ ليداوينا !!
* روضة الحاج .... شاعرة سودانية !
منقول
إهداء :
إلى أصحاب القلوب المصلوبةُ منذُ زمن !!!
.
.
من زمنٍ بعيد وأنا مقتنعٌ بأن حياتي تحتاج إلى الإصلاح !
وكذلك قلبي المصلوب منذ زمن !
ببراءة الأطفال وكل صباح أتلصص على نفسي لأرى حياتي كيف تبدو من دوني ؟!!
وأحياناً أكون كمن فقد حياته وقلبه في العاصفة ثم عاد من دونهما !
وعندما أُخبِر الناس من حولي بأني أعيش بلا قلبٍ وبلا حياة !
يبتسمون ويرددون .. إذن أنت ميت !!
كثيراً ما أتمنى لو أني لم أقرأ للشاعرة " روضة الحاج " !
وكم تمنيت لو أني لم أسمع بها حتى !
ألعنُ ذائقتي كثيراً !
إلا أنني كل مرةٍ أعود للقراءة لها حتى كِدتُ أحفظُ كُل قصائدها !!
لا أعلم !
لكني أشعر أن هنالك رابطٌ يربطني بـشعر " روضة " !
شعرها حزين .. بائس .. وله غصةٌ في القلب !
كم حاولت أن أقول لها : كلامُك يا روضة آلمني وأحزنني .. ولكنها بالتأكيد لا تسمعني ..!!
دائماً ما أتذكر قولها :
اليوم جئتُ لأعترف
وأنا أُجرجِرُ هيكلاً متعثراً
نخِراً ... تلِف
أقتادُ روحاً ..
هدها الترحال صوب رُباك
أرهقها التوغل والأسف !!
وأقول جئتُ لأعترف
يا أيها الرْهق المسافر في دماي
ويا نزيف الجرح قف ..!
اليوم جِئتُك يا فؤادي أعترف .!
أنا من سقتك الحزنُ ألواناً !
وقالت : لا تــخــف
حبست دموعك يوم غار النصل
أو غل ...
غصت العبرات
جف الحلق جف !
كلما تذكرت قولها هذا أشعر بموجة حزنٍ تجتاح قلبي .. تعصف به .. تقتلعه !
تحمل قلبي إلى بلادٍ بعيدة !
بلادٍ لا أعرفها ! .. وكل ما أعرفه أنني ولدت لأكون هناك .. بلا قلبٍ و بلا حياة .. أحمِلُ قصتي فوق رأسي ! وتأبى الطيور أن تأكل منها خوفاً أن تكون مفتاحاً لمُدُنِ الحُزن !
وأقول للناس أنني كذلك منذ زمن .. فيرددون نفس العبارة : أنت ميتٌ إذن !
يتفرقون من حولي وهم يتمتمون بكلامٍ لا أفهمه .. لا أسمعه !!
أشعر أن "روضة " تفهمني جيداً منذ زمن .. فكلما تذكرت قولها :
اليوم أوقنُ أنني لن أحتمل !
اليوم أوقنُ أن هذا القلب مثقوبٌ ومجروحٌ ومهزوم
وأن الصبر كل !
وتحول لجة حزني المقهور ... تكشف سوقها كل الجراح وتستهل !
هذا أوان البوح يا كل الجراح تبرجي
ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل ؟!!
زمناً تجنبتُ التقاءك خيفةً .. فأتيت في زمن الوجل !!
خبأتُ نبض القلب
كم قاومتُ !
كم كابرتُ !
كم قررتُ !
ثم نكصتُ عن عهدي .. أجل !
ومنعتُ وجهك في ربوع مدينتي .. علقتهُ
وكنتَ محظوراً على كل المشارِف .. والموانىء .. والمطارات البعيدة كلها
لكنه رُغماً أطل !!
أشعر أنه لا كلام بعد هذا .. فأغلق حديثي عن حياتي وأكف عن الثرثرة !
في أحيانٍ كثيرة أشعر أن حياتي تسير في طريقٍ واحدٍ .. تسير ببطء
لا أدري إلى أين ستؤول .!!
يتلبسني هذا الشعور كثيراً في هدأة الليل وآخره !
كل ما أفعله هو أني أُدخِلُ يدي في صدري وأُخرِجُ شرياناً من قلبي
ثم أُمدِدهُ أمامي كجريحٍ لم تفته المعركة !!
أحاول أن أصنع منه أشياءً كثيرة !
لكنني أتوقف حينما أشعر أن حياتي تشبه هذا الشريان تماماً !
هذا الممدد أمامي الذي يجب على أحدهم أن يصلحه !!
أعود لــ " روضة " علّها تخفف عني قليلاً !!!!!
أنا لستُ عاتبةٌ عليكَ
لكن على الزمن الرديّ
أنا لستُ غاضبةٌ عليكَ
غضبى على قلبٍ نديّ
أنا لستُ نادمةٌ على شيءٍ مضى
ندمي على ما قد يجي ..!!
خوفي إذا سأل القصيد ؟
خوفي إذا هاج التذكرُ في حشى القلب العميد .!
خوفي إذا ما أُجفِلت
خيلُ اشتياقي من جديد
كم كنتُ أرجوك الملاذ
بعتمةِ المطرِ العنيف
كم أُرهِقت خيلُ القصيدة ترحُلاً
لك في القفارِ .. النار.. والقفرُ المخيف !!
شكراً خنساء هذا الزمان !
شكراً على كل حرفٍ أدمى قلبي !
شكراً لمن جرحكِ ليداوينا !!
* روضة الحاج .... شاعرة سودانية !
منقول