من طرف مدير عام قناة عرب الفضائية :الهمز واللمز شعار للمحطات الفضائية الهابطة
تعتبر القنوات الفضائية رافدا فكريا وثقافيا واجتماعيا لكافة القطاعات العامة والخاصة وهي العمود الفقري للاعلام بشكل كبير وقد ظهرت في الخمس سنوات الأخيرة طفرة كبيرة في مجال التسويق الاعلامي وترخيص المحطات الفضائية الشاملة والمتخصصة في مختلف أنحاء العالم وكانت المدينة الاعلامية الأردنية احدى المدن التي استقطبت استثمارات كبيرة في مجال الاعلام والتي أصبحت تواكب عصر النهضة المتقدمة خصوصا وأن الأردن يتمتع بمناخ اعلامي متميز يستطيع القاصي والداني أن ينظر اليه بمنظار الأرضية الثابتة ليقف وقفة تأمل اجلالا واكبارا لهذا التميز الذي حقق الكثير الكثير من الانجازات الوطنية في جميع المجالات.
وصحيفة " الحياة " الأردنية واحدة من الصحف التي تسعى دائما وأبدا الى ابراز الاعلام والاعلاميين وخصوصا المتألقين في الادارات الاعلامية والذين سبقوا عصرهم من خلال عقولهم الراجحة التي يتمتعون بها وحوارنا لهذا الاسبوع كان مع أصغر مدير عام قناة فضائية في الوطن العربي والكبير قدرا وكان هذا الحوار:
فهد فايز العملة شاب في السابع والعشرين من عمره متزوج وحاصل على بكالوريوس صحافة واعلام من جامعة القدس عمل في مجال الاعلام منذ عام 99 حيث كانت بداياته العمل في صحيفة الدستور الأردنية القسم الرياضي ثم مراسلا لمجلة وصحيفة الحياة الجديدة في فلسطين ثم اعلاميا في تلفزيون فلسطين ومواصلا في تلفزيون دولة الكويت ومدير مكتب تلفزيون الآن في الأراضي الفلسطينة ورئيسا لتحرير مجلة المنديان وصاحب شركة انتاج تلفزيوني ثم مستشارا اعلاميا لقناة عرب الفضائية الذي أصبح مديرا عاما لها من الشهر العاشر من العام الماضي.
وعن بدايته الاعلامية قال العملة أن بدايتي في الاعلام كانت تأتي تجاوبا مع تطلعات والدي الاعلامي المعروف فايز نصار العملة الذي شكل لي أحد الأعمدة الهامة للاعلام وأصبح بالاضافة الى أنه والدي مثلي الأعلى في مسيرتي الاعلامية وفلسفتي في الحياة هي التميز والوضوح والشفافية وشعاري أن أكون متميزا في عملي واضحا أمام الجميع في تفكيري وطريقة ادارتي للأمور وقد دخلت مجال الاعلام واثقا بأني عملت في أقدم مؤسسة اعلامية يمتلكها والدي وكان من السهل علي أن أتعلم بسرعة وألقى دعما كبيرا من الاعلاميين المتميزين وأنا فرح اليوم وخصوصا عندما أشاهد البوم الصور حيث أقف الى جانب كبار الاعلاميين العرب ولم يكن وقتها يتجاوز عمري العشر سنوات.
وأضاف لقد كنت أرافق والدي أينما ذهب وأحضر معه كافة الاجتماعات الاعلامية التي كان يرأسها أحيانا ويحضرها أحيانا أخرى وأشار لقد استطعت أن أكون مديرا عاما لقناة عرب الفضائية في هذا الوقت كشاب يبلغ من العمر 27 عاما يتحمل المس¯ؤولية ويقع عليه التزام أن يكون مخلصا لله والوطن والملك وعلى قدر المسؤولية والأمانة ومن خلال عملي أجد فرصة ذهبية لتحقيق طموحاتي المهنية من خلال رسم سياسة المحطة وللأمانة أكثر ما أعجبني في قناة عرب الفضائية عندما وافقت على تكليفي بالادارة العامة واسم المحطة بالذات ( عرب ) اذ يعني لي الشيء الكثير والعمل تحت مظلة ( عرب ) يتطلب مني الكثير وأذكر أن أول ما قلته في مؤتمر صحفي في امارة دبي بأنه وأمام فشل العالم بالتوصل الى وحدة سياسية واقتصادية عربية أطمح في أن تكون قناة عرب الفضائية هي التي توحد العرب جميعا من المحيط الى الخليج طامعا وطامحا من خلال بث البرامج التي تلقى رواجا عند المشاهد العربي وايضا من خلال عملي كمدير عام قناة عرب الفضائية وجدت انه من المتعة ان اقوم بصقل الاعلام وترتيبه بصورة تنال اعجاب الجميع بكافة انحاء الوطن العربي.
اما عن صناعة الاعلام فقال العملة دعني اقول لك في البداية بان تزاحم القنوات الفضائية على الاقمار الصناعية أوجد حالة من الارباك الواضح للمواطن والمشاهد العربي فكثرة القنوات الفضائية افقدت الاعلام العربي البوصلة الاعلامية الهامة وقليل من يصنع الاعلام بصورته الحقيقية اما ناقلو الخبر فاقول لهم بكل اسف بان الخبر الواحد يوجه الى عشرات الاتجاهات لمآرب واهداف شخصية وفئوية جعلت المشاهد العربي في تيه وضياع واكتفي بالقول بان الاعلام اصبح عبارة عن مشاريع استثمارية اغلبها جسور تمتد الى مآرب شخصية اخرى.
وعن مواقف غريبة وطريفة قال العملة ان اغرب موقف تعرضت له خلال اجتياح مدينة رام الله في 17 / 3 / 2007 حينها كنت اقوم بالتغطية الاعلامية لتلفزيون ( الآن ) ضمن مسيرة سلمية فوجئنا حينها بدخول القوات الاسرائيلية عبر اعداد كبيرة حيث بدأوا باطلاق عيارات نارية اصيب من خلالها زميلي المصور التلفزيوني فادي العاروري وبعد اصابته تفاجأت بكم هائل من الاتصالات تطمئن على صحتي وعلمت حينها ان قناة الجزيرة الفضائية كانت قد بثت نبأ اصابتي وبالرغم من تطميناتي لوالدتي بانني لست مصابا الا انها اصرت على الحضور من الخليل الى رام الله للتأكد من ذلك حيث كانت لحظة تاريخية اختلطت بها كل المشاعر مشاعر الحزن والفرحة معا.
اما اطرف موقف فقال العملة انه ومنذ اليوم الاول الذي التقيت به الدكتور سعيد المهدي رئيس مجلس ادارة قناة عرب الفضائية وصلت الى مكتبه حيث طلبت مقابلته بناء على اتصال تم بيني وبينه ودخلت الى مكتبه وقد بدا مشغولا ومنهمكا وقلت له هل لنا ان نبدأ الحديث فاجابني بعصبية يا حبذا لو تأتي غدا انا بانتظار ضيف من الاردن الاستاذ فهد العملة مدير عام القناة الجديد وقد ارسلت الحرس الخاص لاستقباله في المطار وعندما اخبرته باني فهد نفسه تفاجأ وقال بالحرف الواحد فعلا ? هذا اطرف موقف مررت به بحياتي.
وفي سؤال ل¯ " الحياة " عن سبب تعدد البرامج وتنوعها قال العملة ان السبب الرئيسي وراء تعدد البرامج وتنوعها يتزامن مع تطلعات ادارة القناة لاستهداف كافة فئات المجتمع العربي فعلى سبيل المثال هنالك برامج انا شخصيا اكون غير راض عنها واجد تساؤلات كثيرة حولها لكنها في الوقت نفسه تستقطب عشرات الالاف من المشاهدين وبالتالي ليس كل ما يبث على الشاشة يستوجب قناعة المدير العام للمحطة فبثها يكون ضرورة ملحة فروائع عبد الحليم حافظ وام كلثوم واجتذاب راقصات الطرب فايهما اصبح الان مطلوبا في هذه الايام وانا متأكد ان هيفاء وهبي ونانسي عجرم وروبي تحظى بمشاهدات كبيرة جدا وتطغى على الفن الاصيل.
اما بخصوص الاستثمارات والمستثمرين قال العملة في البداية انا لست مستثمرا ولا ارغب في فتح كافة الاوراق لكنني اؤكد بان المشاهد العربي سيدرك في الايام القادمة من هي القناة الافضل ومن هي القناة التي تثبت المصداقية وهناك امور فيها نوع كبير من الموضوعية والشمولية تتطلب مزيدا من الوقت والجهد للفت نظر المشاهد العربي بتوجيهات قناة عرب وانا متفائل بان العام القادم سيكون واضحا وستكون قناة وشاشة عرب في المرتبة الاولى وسننفرد انفرادا كبيرا باذنه تعالى.
اما بخصوص تسابق المحطات الفضائية أكد العملة في البداية سباق المحطات الفضائية وللاسف الشديد يتلخص في ان من يسرق رصيد موبايل المواطن العربي اولا هو الذي يكون في المقدمة فالكثير من القنوات الفضائية تعتمد على نظام المسجات فلو توقف بث الرسائل القصيرة على شاشاتهم ستغلق ابواب محطاتهم وبالتالي لن يكونوا في السباق لانهم اصلا ليسوا من الوسط الاعلامي ولم يكونوا كذلك واضاف وانه من الاستعدادات الهامة في العام 2010 على القمر الصناعي نايلسات فان هذا القمر سيحافظ على تميزه الا انني وبالوقت نفسه متأكد بان كثيرا من الفضائيات ستغادر بلا عودة والعام 2010 سيشهد مقولة البقاء للاقوى ولا ضعيف على القمر وكل قناة فضائية لها سياستها الخاصة واستطيع القول بان قناة عرب الفضائية مع الجميع وللجميع وانها ستصل الى ما تصبو اليه فعشاق الفن القديم الذين يستمتعون على انغام كلثومية وحليمية وفيروزية سيجدون ما يريدونه ضمن اداء هذه القناة فنحن نرفع شعار عرب لكل العرب واننا جزء منها.
اما بخصوص الهمز واللمز والفلسفة والوضوح قال العملة ساكون واضحا بالاجابة واقول لكم بان لا شيء مهما على الفضائيات المتوسطة المستوى فليهمزوا ويلمزوا عليك فاغلبهم يتصارعون على بث البرامج الهابطة واختيار مواضيع وكليبات مسروقة ومواد تلفزيونية مصدرها غير معروف وبالتالي فان هناك بعض الفضائيات تستضيف اعلاميين من اجل القاء التهم والاقاويل على بعضهم في قضايا اعلامية فهذه بنظري سخرية كبيرة فالاعلامي المتخصص لا يريد الا شيئا ليقوله وعن اسلوب التجريح فان بعض القنوات تقوم ببث برامج هابطة على القنوات هدفه اولا واخرا سحب ارصدة الموبايلات وبالتالي فان البرنامج الذي يتحول للانتقاد والابتعاد عن الشفافية يقوم القائمين عليه بالسهر مع الشخص المنتقد في ذلك البرنامج لتقديم الاعتذار له مصحوبا باحدى بوكيهات الورد الفاخرة.
وعن وضوح السياسة الاعلامية لبعض المتنفذين لدعم القنوات الفضائية قال العملة ان بعض المتنفذين يحاولون جاهدين من الحصول على تراخيص لقنوات فضائية من اجل الجاه والوجاه والوصول الى ما يريدونه من مناصب ويحسبون انه بامكانهم ذلك عن طريق ترخيص القنوات الفضائية في الوقت الذي لا توجد فيه قنوات اردنية خاصة تجني ارباحا خيالية تغطي التزاماتها والتزامات العاملين بها يكون نابعا كله من عدم وضوح السياسة العامة لبعض القنوات وعدم تحديد المسارات الخاصة.
اما بالنسبة لقناة عرب الفضائية وعن واجبها الاعلامي قال العملة ان قناة عرب الفضائية تبث من المدينة الاعلامية الاردنية على القمر نايلسات ومكتبها الرئيسي في عمان اضافة الى وجود عدد من المكاتب في الدول العربية المجاورة هي سوريا فلسطين اليمن دبي ولبنان ومصر والقناة باقية في الاردن ولا نية آنية ولا مستقبلية لنقلها وذلك نتيجة للارتياح الذي تعيشه في الاردن والتسهيلات التي تقدمها المدينة الاعلامية لتشجيع الاستثمار اضافة الى ما يتمتع به الاردن في نفس الوقت من استقرار وامن ودعم للاستثمار واستغرب واستهجن ما تتناقله وكالات الانباء من اشاعات مغرضة عن نقل بث القناة وكلنا اعتزاز بالاردن ملكا وحكومة وشعبا.
اما عن طموحات القناة المستقبلية وعن وجود مشاكل معينة قال العمله نطمح بكل امانة انا وفريق العمل وبدعم وتوجيه من رئيس مجلس الادارة الدكتور سعيد المهدي ان تكون القناة رقم 1 وليس الرقم 2 واتمنى ان يكون هذا العام وكافة الاعوام ارتقاء بالقناة وتحقيقا لامنياتنا وطموحاتنا للوصول الى قلب كل مشاهد في كافة ارجاء العالم والوطن العربي واجدها فرصة لاشكر كافة العاملين في قناة عرب الفضائية الذين يواصلون الليل بالنهار واؤكد ان الموظف الاقل عطاء يعمل في قناة عرب الفضائية 16 ساعة وهو انا شخصيا ولا مشاكل تذكر مع اي جهة كانت متمسكين بشعارنا العرب لكل العرب وقناة عرب لكل العرب مع اعتزازنا بالعالم العربي اجمع.
