ماذا لو تزوجت فتي أحلامك .. ثم اختفي
سيدتي..
لو كانت الحياة تقاس باللحظات السعيدة التي نعيشها فأنا أسعد إنسانة في الوجود. ولو كانت تقاس بما نفقده من :happy 16: سعادة فأنا أتعس خلق الله.
حلمت ككثير من قريناتي في فترة المراهقة بفتى أحلامي. كنت أراه أسمر دقيق الملامح يملأ الدنيا ضحكا ومرحا .. يحمل عنى كل هموم الحياة .. أعيش معه في بيت ليس فيه إلا عبارات الحب والمداعبات اللذيذة. يحبني ولا يحب أحدا غيري.. ويكون حبا لا مثيل له تقصر عنه كلمات الشعراء.
ووجدته وأنا في السنة الأولى في الجامعة. ومنذ أول يوم رأيته فيه أحسست بأن قلبي يخفق بشدة. وجدتني أكلمه وندخل في أحاديث طويلة بعد أن وقعت عليه عيني بثوان. ولم ينته أول يوم لي في الجامعة إلا وأنا مرتبطة به عاطفيا.
قد تقولين إنه اندفاع أو تهور أو حب مراهقة، ولكن ما حدث بعد ذلك أثبت بالفعل أنه كان الحب الذي كنت أحلم به.
لقد بلغت درجة القرب بيننا أننا لم نكن حتى نحدد موعدا للقاء أو للحديث في التليفون. وكأنما كان هناك اتصال دائم بين عقلينا وروحينا حتى أنه عندما يريد أن يراني أشعر أنا بذلك، بل وأشعر بالمكان الذي يريدنا أن نتقابل فيه وأذهب لأجده في انتظاري. في البداية كنا نتعجب لذلك، ولكننا بعد فترة تعودنا عليه وأصبح أمرا عاديا بالنسبة لنا. حتى الألم والمرض كنا نشعر به في نفس اللحظة، فإذا مرض أحسست أنه مريض وبما يؤلمه، وهو نفس الشيء بالنسبة لي.
باختصار كنا قصة حب نادرة.
والحمد لله تزوجنا بعد تخرجنا ورزقنا بطفلة جميلة. كنا نعيش في منتهى السعادة.
وفى يوم صحوت من النوم وأنا في شدة الضيق، يتملكني شعور قوى مقيت بأنني سأفقده .. وصارحته بذلك فوجدت عنده نفس الشعور، لكننا حاولنا أن نتجاهله، وأرجعناه إلى شدة حبنا وما قد يولده من خوف من أن يفقد أحدنا الآخر. ولأول مرة في حياتي بكيت وهو يغادر المنزل ليذهب لعمله، ورأيت الدموع محتبسة في عينيه، ورأيت نظرة استسلام لم أرها في عينيه من قبل.
وبعد لحظات سمعت صوت اصطدام سيارة وصراخ وهرج في الشارع، فنظرت من النافذة لأجده...... (لا أستطيع حتى الآن أن أقول الكلمة)
لقد تركني إلى الأبد.
كان ذلك منذ خمس سنوات. وحتى الآن مازلت أعيش مع ذكرياته، وأحيانا أشعر به يحدثني. وألح على أهلي وأهله أيضا في الزواج ولكنى فعلا لا أستطيع. لا أستطيع أن أرى رجلا آخر في حياتي بعده.
لقد كنت حقا أسعد إنسانة في الوجود. عشت ثماني سنوات لا تحلم بها أية امرأة على وجه الأرض. ولكنى لا أعتقد أنني حزينة الآن. قد أكون حزينة لأنني لا أراه جسدا من حولي. ولكنى سعيدة لأني مازلت أعيش في حبه.. أشعر أنه دائما معي. ولا أعتقد أنني سأفكر حتى في الارتباط يوما ما.
عواطف ـ كفر الشيخ