رقص على الورق
لم اكن على موعد معها في تلك الليلة الممطرة
ولم يخرجني من داري جنون مفاجيء من النوع الذي يصاب به الشعراء والعشاق فيرمون اقلامهم ويخرجون لاخذ حمام سماوي بارد
يصابون على اثره بنزلة برد واعراض قصيدة…!
لكن عندما تتجسد الافكار شخوصا ضبابية …تكبر وتكبر وتبنت لها ايادي كثيرة ملونة تسد علينا الابواب والنوافذ….لانملك سوى الهرب منها ولو الى احضان الشارع الغارق في عناق مائي مع السماء الباكية….
كنت اهرب!
تعبث بروحي احلام الحب الدافئة
وتعبث بجسدي قطرات المطر الباردة
عندما هبط علي من السماء قلم فضي انيق…
فرحت بالهدية المفاجئة..لدرجة اني نسيت بان الاقلام لا تسقط من السماء…
غير اننا نصدق احيانا ما نشاء!
وعدت الى البيت ومعي قلم فضي…واكثر واكثر!
عندما رمت بقلمها من النافذة…كانت تلقي باخر احلامها الى هاوية سوداء…
عندما كانت طفلة كانت تنظر كثيرا الى السماء…تتوسل نجمات الليل ان تمد لها خيطا فضيا وتحملهاالى هناك …هناك حيث يبدو العالم كرة زرقاء…
خذلتها النجوم وبقي الحلم!
كبرت قليلا وتعلمت بان النجوم لا ترسل لاحد سلالم من فضة…لكن يمكن التحليق اليها..صارت تعشق اجنحة الطيور اكثر..
لم تنبت لها اجنحة وبقي الحلم!
كبرت قليلا وقالت سوف احلق …اصير فراشة ترقص على الورق
ورقصت
وحلقت…
ذات يوم احبته …هو ايضا كان يرقص على الورق وكان يحلق
احبته…
تخلت عن اجنحتها لاجله…
احبته اكثر من الاقلام واكثر من الورق
لماذا الورق…وعندما يعانقها تحلق معه…
عند الحب لايهم عدد الاجنحة…
وعند التحليق لايهم عدد البؤساء على الارض
عند الولادة لا احد يهتم بعدد الموتى…
هكذا هي الحياة اقوى….
وهكذا هو الانسان ينسى…
رفيقها كان انسانا بصورة مركزة جدا…
سكر يقتل نكهة الشاي في الفنجان..
ولانه كذلك نسي بسرعة!
وسقطت هي الى الارض بسرعة…
نسيت ان تحلق من جديد…
وبقي امامها على الطاولة قلم فضي وورقة…
في ليلة ممطرة زارتها ذاكرة مفاجئة …رسمت لها صورة سيدة كانت تنسج الشعر من قطرات المطر…
عندما امسكت القلم ولونت الاوراق ولونت…
وبقيت الاوراق بيضاء
صار الحبر يسخر منها
فرمت قلمها واحلامها من النافذة….
واستعارت من العتمة عباءة سوداء ونامت…
نامت طويلا…طويلا…
نامت الى الابد!…
ذهبت هناك حيث يذهب الانسان ولا يعود بعد…
هذا ما اخبرتني به خادمتها عندما ذهبت في ظهيرة اليوم التالي لاعيد قلما فضيا نقش عليه اسم كاتبة معروفة!
هل تأخرت كعادتي؟…
ام انها غادرت مبكرة؟…
لست ادري…
كنت اريد ان اقول لها بان الاحلام لاتذوب في الماء…
هل كانت لتصدقني؟
ربما..
كل الحكاية ان الانسان احيانا يصدق ما يشاء!…
شكرا….
خليل ناصيف
لم اكن على موعد معها في تلك الليلة الممطرة
ولم يخرجني من داري جنون مفاجيء من النوع الذي يصاب به الشعراء والعشاق فيرمون اقلامهم ويخرجون لاخذ حمام سماوي بارد
يصابون على اثره بنزلة برد واعراض قصيدة…!
لكن عندما تتجسد الافكار شخوصا ضبابية …تكبر وتكبر وتبنت لها ايادي كثيرة ملونة تسد علينا الابواب والنوافذ….لانملك سوى الهرب منها ولو الى احضان الشارع الغارق في عناق مائي مع السماء الباكية….
كنت اهرب!
تعبث بروحي احلام الحب الدافئة
وتعبث بجسدي قطرات المطر الباردة
عندما هبط علي من السماء قلم فضي انيق…
فرحت بالهدية المفاجئة..لدرجة اني نسيت بان الاقلام لا تسقط من السماء…
غير اننا نصدق احيانا ما نشاء!
وعدت الى البيت ومعي قلم فضي…واكثر واكثر!
عندما رمت بقلمها من النافذة…كانت تلقي باخر احلامها الى هاوية سوداء…
عندما كانت طفلة كانت تنظر كثيرا الى السماء…تتوسل نجمات الليل ان تمد لها خيطا فضيا وتحملهاالى هناك …هناك حيث يبدو العالم كرة زرقاء…
خذلتها النجوم وبقي الحلم!
كبرت قليلا وتعلمت بان النجوم لا ترسل لاحد سلالم من فضة…لكن يمكن التحليق اليها..صارت تعشق اجنحة الطيور اكثر..
لم تنبت لها اجنحة وبقي الحلم!
كبرت قليلا وقالت سوف احلق …اصير فراشة ترقص على الورق
ورقصت
وحلقت…
ذات يوم احبته …هو ايضا كان يرقص على الورق وكان يحلق
احبته…
تخلت عن اجنحتها لاجله…
احبته اكثر من الاقلام واكثر من الورق
لماذا الورق…وعندما يعانقها تحلق معه…
عند الحب لايهم عدد الاجنحة…
وعند التحليق لايهم عدد البؤساء على الارض
عند الولادة لا احد يهتم بعدد الموتى…
هكذا هي الحياة اقوى….
وهكذا هو الانسان ينسى…
رفيقها كان انسانا بصورة مركزة جدا…
سكر يقتل نكهة الشاي في الفنجان..
ولانه كذلك نسي بسرعة!
وسقطت هي الى الارض بسرعة…
نسيت ان تحلق من جديد…
وبقي امامها على الطاولة قلم فضي وورقة…
في ليلة ممطرة زارتها ذاكرة مفاجئة …رسمت لها صورة سيدة كانت تنسج الشعر من قطرات المطر…
عندما امسكت القلم ولونت الاوراق ولونت…
وبقيت الاوراق بيضاء
صار الحبر يسخر منها
فرمت قلمها واحلامها من النافذة….
واستعارت من العتمة عباءة سوداء ونامت…
نامت طويلا…طويلا…
نامت الى الابد!…
ذهبت هناك حيث يذهب الانسان ولا يعود بعد…
هذا ما اخبرتني به خادمتها عندما ذهبت في ظهيرة اليوم التالي لاعيد قلما فضيا نقش عليه اسم كاتبة معروفة!
هل تأخرت كعادتي؟…
ام انها غادرت مبكرة؟…
لست ادري…
كنت اريد ان اقول لها بان الاحلام لاتذوب في الماء…
هل كانت لتصدقني؟
ربما..
كل الحكاية ان الانسان احيانا يصدق ما يشاء!…
شكرا….
خليل ناصيف