مرايا كسرتها الأيام
كلما استيقظت ضحية المرايا
في المساء أصبحت عليها المرآة
بعتاب المساء
فنطت من وجهها ضحكة
اختبأت فيها... خلف الهموم
خلف الغيوم الباسمة...
كانت تختبئ في شمسها
تشكل دفئ الفصول
عندما يعانق الغروب
تسقط في الأفق تائهة
هاربة من جحيم يوم
من كائنات احترفت الكلام و العويل...
تزين وجهها ليلا
كي تبيع اللحظات خلسة من النهار
هي الآن في عمر الزهور
و لا تبالي من انتشار عطرها
عبر الأزقة أو تحت الرفوف
يأخذها سحر المرايا
و نسيت مرقدها في القبور...
فقد استشارت العرافة الحديثة
و ناولتها من بخور العصر
ما يجلب حلاوة التعاسة
و ما عليها إلا أن تنام سبع نهارات
حتى يستيقظ القمر في عز الظهيرة
و يأخذها من ضفيرتها
و يسير بها إلى أعلى هاوية...
في المدينة أو في الغابة
فلن يصيبها سوء طالع
و لا خير نازل
فذاك من أساطير الأقدمين.
هي هكذا تعاكس المرآة
رغم علمها بزيفها
بأكاذيبها...تلاعب صورتها
حتى لا تنساها
أو تنسى ملامح حلمها...
هو الأمل شعاع يلهيها
تزين به بسمتهاتخبأ فيه جزءا من خسارتها
كلما حدثتها نفسها عن المصير
أمل في مصير تعلقت به
في وجه مرآة تكسرت
لما أدركت أنها ليست من زجاج بل إنها من طين...